Click here for more!

الجمعة، 15 يونيو 2012

كيف تتواصلين مع إبنك المراهق?


connect-with-your-teen-for-web11
هل تعيشوا مثل الغرباء تحت سقف واحد؟ يقدم أ. محمد وديد استشارى العلاقات الزوجية والأسرية بعض النصائح المفيدة عن كيفية التواصل مع إبنك المراهق بالحب ومساعدته فى أن يكون فى أحسن حالاته.

عقد أ. محمد وديد منذ فترة قصيرة حلقة نقاشية مع عدد من الشباب فى سن المراهقة، توصل من خلالها إلى مردودات حياتية واقعية، حيث أشار أحد الأولاد أنه يحب كلبه كثيراً لأن الكلب يشعر دوماً بافتقاده... ويقدره، ثم أضاف "بيحسسنى بكيانى، ويجعلنى أشعر بأهمية وجودى". لماذا يحب هذا الفتى كلبه بهذا القدر؟ الكلاب كائنات أصيلة ومخلصة وتحب بدون أى أن العديد من المراهقين هم أقرب لأصدقائهم وحيواناتهم الأليفة دون آبائهم وأخواتهم. إنما هو وصف لحالة "العيش مثل الغرباء تحت سقف واحد". ويقول وديد أن هذه الظاهرة شائعة ومنتشرة فى كل المنازل.

إبدئى بتغيير نفسك
اتخذى بعض الخطوات الإيجابية لتغيير توجهاتك حتى تستطيعين الاقتراب أكثر من إبنك. فغالباً ما يلقى الأبوين اللوم على أبنائهم المراهقين لكونهم مثيرى للمشاكل ولأنهم لا يتحدثوا إليهم ولا يُبدوا الاحترام المتوقع. ولكن يوضح وديد ذلك أنه بدلاً من إلقاء اللوم طوال الوقت على الأطفال، فعلى الأبوين أن يغيروا فى سلوكهم، وينصح أيضاً بأنه بدلاً من التساؤل "لماذا يفعل إبنى المراهق ذلك؟" يمكننا السؤال: "ماذا فعلت أنا حتى يتصرف إبنى بهذا الشكل؟". يبدأ الأطفال فى تكوين شخصيتهم ما بين 14-15 سنة، ويعكسوا كل الأفعال التى كان يمارسها الأبوين معهم وهم أطفال. وبالتالى إذا كنا لا نُصغى لأطفالنا وهم صغار، فهم لن يُصغوا إلى ما نقوله الآن! وينصح وديد بعدم محاسبة نفسك وإنما لابد من تدارك الأمر ومحاولة اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية من الآن فصاعد. لابد أن نبدأ بالتقرب إلى أطفالنا بالحب والتفاهم، وليس الرفض أو استخدام القوة أو إلقاء اللوم. ويقول وديد أن الأمر متروك للأبوين لعمل نقلة نوعية في حياتهم، فبدلاً من الإشاحة بإصبعك وإلقاء اللوم، خذى بيد طفلك وضميه إلى أحضانك.

بناء جسور الحب والتفاهم
الأبوة والأمومة الحقيقية أساسها الحب دون قيد أو شرط، كما يقول وديد. لابد من تقبل الأطفال كأشخاص لها كيانها وإنسانيتها بغض النظر عما يقولوه أو يفعلوه.  يمكننا أن نعترض على تصرفاتهم أو كلماتهم، ولكننا لا نستطيع أبداً أن ننبذ أطفالنا بشكل عام. لذا فلو حصل الطفل على أقل الدرجات أو أفضلها فى اختباراته الشهرية، يجب علينا إظهار مدى حبنا له على أية حال، ثم مناقشة ما حدث فى هدوء وفى نفس الوقت لابد أن يعلم الطفل أننا نحبه بغض النظر عما حدث. وينصح وديد الأبوين بأن يكون هدفهم هو حب أطفالهم لهم وحب الصواب، وليس خوف أطفالهم منهم وفعل الصواب دون أن يحبوه. ويوضح وديد الفرق فى أن الطفل الذي يحب أن يفعل الصواب هو شخص يمتلك حافز إيجابى لفعل الصواب طوال الوقت، حتى ولو لم يكن أبويه يرقبانه. وهذه هى الطريقة المثلى والأكثر فعالية فى التصرف بشكل صحيح ودون خوف.

لا تستخدمى القوة
فى كثير من الأحيان يسئ الأبوين استخدام سلطتهم على الأطفال. لابد من مراعاة احترام الأطفال داخل نطاق الأسرة ومناقشة الأمور الخاصة بهم بدلاً من إصدار الأوامر طوال الوقت. يجب استخدام السلطة الأبوية فقط إذا اقتضى الأمر حتى تكون فاعلة وقت الحاجة. وينصح وديد أنه "لا يجب أن نزرع فى نفوس أطفالنا فكرة الفوز للأقوى، حيث أنه بمجرد وصولهم إلى فترة المراهقة سوف يكونوا أكثر قوة وبالتالى لن يفوز الأبوين فى هذا الصراع، وقد ينعكس الأمر بالسلب فى واقع الأمر!". ويجب أيضاً إدراك ما إذا كانت توقعاتنا بالنسبة لأطفالنا واقعية أم لا؟ ويقول وديد: "يجب أن نختبر المعايير التى يتم تطبيقها فى حياتنا، هل ما يأمر به الآباء مستطاع؟" ويشير إلى أنه يجب أن نهتم بالأمور الحياتية والهوايات الأخرى للأطفال خلاف المدرسة والاستذكار والنوم.

الثقة والشعور بالأمان
دائماً ما يتمنى الأطفال الشعور بأنهم يستطيعون التعبير عن أنفسهم والثقة فى والديهم بما يكفى للتحدث معهم فى كل شئ. يريدون أن يتأكدوا أننا بالفعل نتفهم مشاعرهم ولا نقوم فقط بالتحقيق معهم فى كل شئ. حيث أن الأطفال لن يتحدثوا إلى الأبوين إذا لم يشعروا بالقبول والأمان، فلابد من التقرب من الأطفال بالحب والرقة فى التعامل (بدلاً من القوة واللوم وإصدار الأحكام). وكما ذكر الكاتب ستيفن كوفى فى كتاباته حول العلاقات الأسرية الناجحة: "من أهم العوامل التى يجب أن نعزز بها أى علاقة، ليس ما نقوله أو نفعله، وإنما من نحن!".

الروح الخفيفة والتواصل 
وفقاً لما ينصح به وديد، فإن أفضل توجه يجب اتباعه مع الأطفال هو الحب والصراحة. وقد أوضح ميلتون تريجر – مؤسس نهج العلاج الفكرى الحركى – أهمية اتباع مفهوم: "خفة الروح، ورقة القلب، وحرية التعبير" فى التعامل مع المراهقين. ويؤكد وديد على أنه يجب أن تنبثق هذه الروح من داخلنا. كما يوضح أن من 7 إلى 10% فقط من أشكال التواصل يتم نقلها من خلال الكلمات، والباقى يتم نقله من خلال تعبيرات  الوجه ولغة الجسد. لذا يجب التركيز على عينى إبنك واظهرى له روح التعاطف على وجهك. لا تعاقبيه بأن تظهرى له "الوش الجبس" وهو وجه بلا أي مشاعر . والأطفال لا يمكن خداعهم بسهولة، فلو كانت الكلمات رقيقة ومتفهمة، بينما لا ينعكس هذا على تعبير وجهك، فهم قادرون على إدراك ذلك.

النقاش الصريح
بدلاً من إلقاء الأوامر على الأطفال، يمكنكم أن تسألوهم عن رأيهم ثم توضحون وجهة نظركم برفق ثم النقاش حول الموضوع. لا يجب فرض وجه نظركم فقط، فهناك أسئلة لا تأتى إجابتها بنعم أو لا، بل تحتاج إلى مزيد من التوضيح من الأبناء. فعلى سبيل المثال، أسئلة مثل: "هل تدخن؟ هل هناك أحد من أصدقائك يدخن؟" هى أسئلة تتطلب الإجابة بنعم أو لا ولا تحتاج تفسير. وهناك نوع آخر من الأسئلة مثل: "ما هو رأيك فى التدخين؟" والذى يتطلب أن تعطى فرصة لإبنك فى التعبير عن رأيه، وبعدها يمكنك إبداء وجهة نظرك، وقد تستعينى بالدخول على الإنترنت للتعرف سوياً على مخاطر التدخين.

الانتماء
كلنا نحتاج بشكل كبير أن يكون لدينا الشعور بالانتماء لشخص أو جماعة، ويؤكد وديد على أنه إذا لم يشعر المراهقين بانتمائهم لعائلاتهم سوف يجدون أنفسهم يتبعون أصدقائهم. وغالباً ما يتعرض الأبناء للمتاعب فى مثل هذه السن بسبب التدخين والمخدرات والعلاقات العاطفية المبكرة وذلك لأنهم ينجرفون وراء سلوك أصدقائهم وربما ليس لاقتناعهم بهذا السلوك. وأطفالنا يحتاجون أن يشعروا بالتحرر والتعبير عن أنفسهم فى وجودنا، والتوحد مع أفراد الأسرة، والشعور بالاحترام والتفهم من الآخرين.

مبدأ الأخذ والعطاء 
"نحن الكبار.. لابد وأن تكون علاقاتنا مع أبناءنا قائمة على مبدأ الأخذ والعطاء". يوضح وديد أنه إذا  أراد الأبوين أن يظهر أطفالهم الاحترام، لابد وأن يكون لديهم الاستعداد للصبر على الأبناء ومنحهم مشاعر الحب غير المشروطة، وطرح مناقشات هادئة تمنح الأبناء الفرصة فى التعبير عن آرائهم. بمعنى آخر، أننا نحن الكبار  يجب أن نتحلى بالتفكير الناضج ونعكسه فى كلماتنا وأفعالنا.

إمنحى الوقت الكافى
لابد وأن نعى تماماً أن التواصل مع أبنائنا وتعزيز علاقتنا بهم يحتاج لفترة من الوقت ليست بالوجيزة. ويقول وديد بأن الأمر قد يستغرق عاماً أو عامين، لذا يجب ألا ننتظر نتيجة إيجابية على المدى القصير وإنما يتعين على الكبار إثراء محبة أطفالهم لهم ولفعل الصواب فى حياتهم اليومية. فعلى سبيل المثال قد يأخذ الأمر حوالى عامين من عدم التفوق الدراسى ثم يتحول الأمر إلى أن ترى إبنك وكأنه العالم أحمد زويل بنجاحه وتفوقه. ويطرح وديد السؤال الجوهرى: "ماهو الأكثر أهمية بالنسبة لك؟ إبنك أم الدرجات التى يحصل عليها؟". بصفة عامة يجب أن نعى أن كل مشكلة ولها حل مع مرور الوقت، فلا يجب أن نيأس أبداً، ودائماً يكون لدينا أمل فى كل شئ!

"كون" بدلاً من "إفــعل"
التركيز على القيم ومكونات الشخصية لدى الطفل (كون)... بدلاً من ضرورة إطاعة الأوامر وتنفيذ الواجبات (إفعل)
غرس حب المعرفة والتعلم  (كون)... بدلاً من توجيهه للمذاكرة فقط للحصول على درجات متفوقة (إفعل)
غرس صفة الكرم فى تقاسم الطعام مع الآخرين (كون)... بدلاً من إجبار الطفل لاستكمال وجبته بالكامل (إفعل)
غرس قيمة روح الفريق والتعاون (كون)... بدلاً من إشراكه فى ممارسة لعبة رياضية (إفعل)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق